مقولة فاقد الشّيء لا يعطيه تتراوح بين القبول والرفض، فلو كان القصد منها أنّ من لا يمتلك الشّيء من أساسه لا يمكنه أن يقدمه أو يعطيه لغيره وهذا الأمر صحيحاً، أمّا من حُرم شيئاً فإنه قادر على إعطائه لغيره، وفي هذه الحالة تصبح المقولة غير صحيحة، فلو حرم الإنسان من العطف في صغره لا يعني ذلك أنّه غير قادرٍ على منح أطفاله العطف والحنا، بل هو الأقدر على ذلك؛ لأنّ العطف صفة وضعها الله تعالى في النّفس البشريّة سواء حرم…